بسم الله الرحمن الرحيم
غالبا ما نرتاد المجالس النسائية كالحفلات والجلسات ... والزيارات والمناسبات ...
وكذلك في المدارس والجامعات ...
وكذلك هو ارتيادنا للمنتدى ... هذا المجلس النسائي الكبير
وقد تعودنا في مجالسنا هذه على الكلام دونما مراقبة أو حسبان
ونسينا أو تناسينا انه ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
عادة مانبداء حواراتنا بشكل سليم ولكنا ما نلب ثان نفقد سيطرتنا على زمام الأمور فنقع فيما نهينا عنه ونقترف
ما أمرنا بالابتعاد عنه ...
كثيرا ما تضج مجالسنا النسائية بالمنكرات فمن الثرثرة التي لافائدة منها إلى كثرة الضحك الذي يميت القلب
ثم الغيبة .. وقد نصل إلى النميمة والعياذ بالله
وحتى عيوب الناس لم نتركها في حالها بل انتقدناها وبشدة ناسيات أو متناسيات إن لنا عيوبا اكبر
وان من تتبع عورة أخيه يوشك إن يفضحه الله ولو في قعر دراه ...
لقد وكلنا أنفسنا على بني جلدتنا فأصبحنا ننتقد ونقترح ما يجب عمله دونما توجيه النصيحة الصادقة للشخص ذاته ...
فقط كلام في مجالسنا حتى نمضي الوقت ونضيعه ونكسب إثم ما خضنا فيه مما ليس لنا حق في أن نخوض فيه
وبالرغم من إن ظاهر هذه المجالس خير إلا أن باطنها ليس إلا طريقا إلى غضب الله وسخطه ..
فمرتادة هذه المجالس تتعلل بأنها تجيب دعوة أختها المسلمة
أو أنها تصل أرحامها وأخواتها في الله ...
نعم إن لها في هذا أجرا إن هي أحسنت النية
لكنها تبطل عملها هذا عندما تحول المجلس هذا إلى مجلس للشر والفساد
الم نجلس أخواتي في الله مع أنفسنا ونحاسبها على ما اقترفته في حقنا
لمَ لم نسال أنفسنا كيف يمكننا أن نستفيد من هذه المجالس بدلا من أن نلهو فيها
او ان نخوض فيما ليس لنا الخوض فيه
ولمَ لا نحولها إلى محطات ينبع من داخلها النور ويشع منها الأمل
كم من أخت في هذه المجالس تحتاج إلى نصيحة
وكم من أخت مهمومة تحتاج إلى من يقف بجانبها ويمد لها يد العون والمساعدة
كم من أخت على خلاف مع أهلها وأقاربها تحتاج إلى من يساعدها في إصلاح هذا الخلاف وحله
كم من أخت تواجه مشكله وتحتاج إلى استشارة ..
كم من أخت فقدت عزيز عليها وتحتاج لمواساة
وأيضا فان هذه المجالس لأرض خصبة نستطيع أن نتبادل فيها خبراتنا وتجاربنا في الحياة والتعامل والتربية ...
ونستطيع من خلالها إيجاد الثغرات التي تحتاج إلى جهد اكبر في التعامل معها بشكل سليم حتى لا تتسع أو تسؤ ...
في هذه المجالس نستطيع نشر الدعوة بطريقة صحيحة
وإيضاح ما أشكل من الأمور وشرحها ...
في هذه المجالس يمكن أن يتحول كل من في هذا المجلس إلى ميزان حسناتنا أن نحن أحببنا لهم الخير وأخذنا
بأيديهم إليه ...
اخياتي الغاليات
مجالسنا النسائية نعمة علينا ..
فلنحسن استغلالها فيما يرضي الله علينا ويعود علينا بالنفع لنا ولمن حولنا ...
ولتكن حجة لنا لا علينا ...
ولنجعل منها محطات نرتقي فيها بأنفسنا حتى نصل إلى ما نصبو إليه من حسن الخلق والتعامل مع الآخرين وفهمهم والقدرة على التكيف مع مختلف الطباع ...
حتى نحقق من هذه المجالس مكسبا عظيما للإسلام الاوهو إيجاد المرأة الصالحة التي تنشئ جيلا صالح سواء كانت أما أم أختا أم زوجة أم بنتا
وفقنا الله جميعا اخياتي الحبيبات إلى ما يحبه ويرضاه ورزقنا طاعته ورضاه
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين