عندما خرج القبطان العظيم " أخاب" بطل رواية "موبى ديك" للكاتب الانجليزى الكبير هيرمان ملفيل من أجل تنفيذ مهمته و التى سعى فيها الى قتل الحوت الأبيض العظيم" موبى ديك" لم يكن يعلم مدى الصعوبات التى ستواجهه فى رحلته العاصفة ، بل أنه لم يكن متوقعاً لأن تكون نهاية حربه مع الحوت الأبيض هى موته!!
رواية عظيمة بالنظر اليها نجد أن ظروفها تتناسب مع ظروف و أحوال الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى فى الوقت الجارى ، فالأهلى أصبح على وشك خسارة لقب دورى عام أعلن مدربه البرتغالى جوزيه انه سيحسمه "بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه!"
فرأينا جميعاً مانويل جوزيه و هو يتقمص دور "أخاب" بغرور منقطع النظير حيث أنه أخطاء عندما لم يعطى منافسيه قدر حقهم و استهان بقدارتهم و كانت النتيجة فقدان عديد النقاط السهلة كانت كفيلة بحسم اللقب مبكراً ، و أصبحنا ننتظر بترقب و قلق و خوف أن تكون نهاية الفريق كنهاية "أخاب" الذى لم يعطى الحوت هذا الكائن الذى لا يعد أذكى من الأنسان حق قدره و استهان بقوته التى أكسبتها إياه الطبيعة.
القبطان "أخاب" أشهر من قتلهم غرورهم
مقدمة طويلة قد يراها البعض غير ذات فائدة و لكنها كانت ضرورية من أجل تفسير السبب الرئيسى فيما وصل اليه جوزيه و لاعبيه من غرور و استهانة بقدرات الخصم ساهم بشكل كبير بجانب بعض العيوب الفنية فى وصول الأهلى لهذا المستوى المخيب للأمال.
تسرب الغرور الى جوزيه فأصبحت كل المباريات بالنسبة له سهلة ، تسرب الغرور الى نفوس لاعبى الأهلى فأصبح جيلبرتو و فلافيو و شادى محمد و أحمد فتحى و حسام عاشور بل و حتى أبو تريكة و أحمد حسن مقتنعون بأنهم فوق أى تغيير حتى لو كان مستواهم منخفض و مستوى بدلائهم مرتفع.
تسرب الغرور الى نفوس جماهير الأهلى فأصبحت واثقة من فوز الأهلى على أى منافس مهما كان مستواه و مهما كانت الظروف التى تسبق المبارايات ، فتخلوا عن دورهم فى المساندة من الملعب و اكتفوا بالجلوس أمام شاشات التلفاز لمتابعة فريقهم مع القليل من أكل الفيشار و اللب و شرب المياه الغازية.
تسرب الغرور الى نفوس الجميع فأصبحت المبررات تساق عقب كل نتيجة سلبية للأحمر حتى لو كانت المبررات واهية و لكن الأهم هو أن لا يظهر الأهلى بمظهر المخطئ مع أن الناجح دائماً هو من يعترف بارتكابه للأخطاء و يعمل من أجل تداركها.
و لكن هل سنكتفى بحصد أسباب الأزمات المتواجدة دون التفكير فى حل ؟!
الأولوية فى الحل من وجهة نظرى المتواضعة هى للعامل النفسى قبل العامل الفنى ، فأولاً يجب على جوزيه و لاعبيه أن يدركوا أن الأربعة فرق التى سيواجهها الأهلى فى مشواره المتبقى فى بطولة الدورى الممتاز "أنبى و الترسانة و حرس الحدود و الجيش" من أصب الفرق فى الدورى الممتاز و تحقيق الفوز عليهم يحتاج لبذل الجهد و الأسباب هى :
أنبى – جمعت بينه و بين الأهلى 16 مواجهة فاز الأهلى فى 12 منها و خسر فى 3 و تعادل وحيد ، إحصائية بسيطة تبرز تفوق الأهلى و لكن أنبى هو الفريق الذى أضاع الدورى من الأهلى موسم 2002/2003 بعد الفوز عليه 1-0 بهدف سيد عبد النعيم فى مباراة دراماتيكية شهيرة سجلها التاريخ.
أنبى تمكن من الفوز على الأهلى بنتيجة هى الأثقل على مستوى لقائات الفريقين ، حيث تمكن لاعبوه من هزيمة الأهلى بثلاثية نظيفة – مهما كانت ظروف المباراة – فى إطار الدورى المصرى الممتاز لموسم 2007/2008.
أنبى فريق يحتل المركز الخامس بفارق نقطتان عن بتروجيت صاحب المركز الرابع و الذى أصبح – اى المركز الرابع- يفتح لمحتله أفقاً و اسعة نحو الخروج من الحيز المحلى الى الحيز القارى عن طريق المشاركة فى البطولة الكونفدرالية الأفريقية.
حرس الحدود – فريق ممتاز يخوض مباريات بطريقة 4-4-2 التى لا يستخدمها أى فريق مصرى حتى العتاولة ، يمتلك مدرب قدير هو طارق العشرى و لاعبين دوليين كأحمد عبد الغنى و أحمد عيد عبد الملك.
لم يفز على الأهلى سوى مرة واحدة و لكنها مرة تسببت فى إقصاء الأحمر من دور الـ16 لبطولة كاس مصر لموسم 2007/2008 ، بينما فى مباراة الدور الأول تمكن الأهلى من الفوز عليه بهدف وحيد فى مباراة صعبة تمكن فلافيو من فك طلاسمها ، و مباراة الدور الثانى يكمن الجزء الأكبر من صعوبتها فى انها ستقام فى الاسكندرية.
يحتل المركز الثالث برصيد 46 نقطة و بفارق الأهداف عن بتروجيت الرابع و نقطة عن أنبى الخامس و يطمح لحصد مزيد النقاط حتى لا يتزحزح من مركز ثالث يعد انجاز للفريق و حتى لا يفقد موقعه كضلع ثالث من مثلث الكبار فى الدورى المصرى لهذا الموسم.
الترسانة – فريق يحتل المركز القبل الأخير فى جدول الترتيب برصيد 23 نقطة و متبقى له 4 مباريات الفوز فى اثنتان و التعادل فى اثنتان يصل به للنقطة 31 مما يتيح له عدم الهبوط.
و اذا نظرنا لمبارياته المتبقية فيمكننا التكهن بأنه سيحاول الخروج بنقطة التعادل من أمام الأهلى و الاسماعيلى على أن يسعى للفوز على بتروجيت و المقاولون من أجل تحقيق مراده بالبقاء و عدم الهبوط.
طلائع الجيش- ربما يكون فريق لا طموح له فى الدورى حيث يقبع فى المنطقة الدافئة فلا هو ينافس للدخول الى المربع الذهبى و لا يقاتل للهروب من الهبوط و لكنه كعادة فرق الدورى يسعى لاعبوه لسطر تاريخاً لهم لا ينسى بتحقيق نتيجة إيجابية أمام الأهلى.
يتولى تدريبه مدير فنى "رخم" بلغة الكرة و القصد من الكلمة ليس ذم أو سب أو خطاْ فى حق "ملك النص" الكابتن فاروق جعفر ، و لكنها تعنى أنه مدير فنى يعرف كيف يحقق هدفه من المباراة التى يخوضها و الهدف هنا
هو تحقيق نتيجة تعرقل مسيرة الأهلى ليضيف الى سجلاته نتيجة مباراة ساهمت فى منع الأهلى من تحقيق لقب الدورى مثلما فعلها من قبل فى موسم 2001/2002 عندما قاد غزل المحلة للتعادل مع الأهلى 1-1 ليذهب الدورى الى الاسماعيلى فى موقف مشابه لما قد نراه فى الاسبوع الأخير من البطولة الحالية.
مباريات تعد صعبة تحتاج لجهد و عدم تهاون أو تخاذل ، تحتاج لتكاتف كل الأطراف المعنية بفوز الأهلى من أجل حصد اللقب و ادراك اللاعبين أنه لا كبير لكرة القدم التى تعطى لمن يبذل الجهد و العرق و ليس لمن يتهاون بخصومه معتمداً على تاريخ تحقق و فات وقته.
تحتاج لاهتمام برتغالى بوضع خطط متقنة و العودة الى صفة الدهاء التى كانت تميزه ، تحتاج لوضع مصلحة الفريق فوق مصلحة فلافيو و أحمد حسن و جيلبرتو و عاشور و الذين أصبحوا يظنوا أنهم فوق التغيير ، تحتاج للنهوض من أجل توجيه اللاعبين و ليس الاكتفاء بمجرد مشاهدة اللقاء مع مضغ العلكة و اجراء تغييرات محفوظة عن ظهر قلب!
تحتاج لتغيير أسلوب لعب من مهاجم واحد الى مهاجمان فالحذر مطلوب و لكن الخوف عواقبه وخيمة ، تحتاج لمؤازرة جماهيرية و كأن الأربع مباريات المتبقية يواجه فيها الأهلى الزمالك أو الأسماعيلى.
"عنترة" حارب الظلم و الاضطهاد و المؤامرات وانتفض بطلاً خلد التاريخ أسمه
من وجهة نظرى المتواضعة اذا ما تحقق كل ما ذكر أعلاه بجانب محالفو توفيق الله سبحانه و تعالى للأهلى سنحتفل بلقب دورى عام يحمل الرقم 34 فى سجلات الأهلى ، مهللين بتحول الأهلى من "اخاب" المغرور الى "عنتر بن شداد" القوى الذى حارب ظروفه الصعبة "من تفويت للمباريات و مجاملات تحكيمية و تحالف أبيض أصفر من اجل الإطاحة به"لينتفض محطماً أعدائه.
رسائل الى:
فلافيو .. و فر جهدك فى الاعتراض على التحكيم و ابذله فى اللعب أفضل لك.
أحمد الميرغنى و حازم أمام "الصغير" .. ظننتكما نجمان جديدان بزغا فى سماء الكرة المصرية ، و لكننى كنت مخطئ فأنتما مجرد "بالونتان" سينفجران سريعاً بفضل "شكة" من دبوس "الغرور" فالأول يتعدى على أمن ملعب المقاولون و يقول" أنتو مش عارفين بتكلموا مين !" و الثانى يتعدى على كابتن منتخب مصر الذى كان يصول و يجول فى الملاعب فى الوقت الذى كان فيه "الصغير" يتناول طعامه بمساعدة من أمه.
لاعبى و إدارة و جهاز و جماهير الأهلى .. الحساب يجمع فى نهاية الموسم!