استمد الأهلى لون فانلاته الحمراء من لون علم مصر ، وقد كان هو العلم العثمانى فى فترة حكم الخديوى عباس حلمى الثانى ، الذى يتوسطه الهلال وفى قلب الهلال نجمة . وكانت ألوان الفانلات حمراء مقلمة طوليا باللون الأبيض ، ثم تطورت إلى فانلات نصفها أحمر ونصفها أبيض ، ثم إلى فانلات لونها أحمر قانٍ بحروف بيضاء . وكان شعار النادى مزينا بتاج الملك ، وهو رمز الحكم فى الطرف الأعلى ، وفى الطرف الأسفل كتب اسم الأهلى ، وفى الوسط النسر المحلق . هذا الطائر العملاق القوى الذى أخذ رمزًا للصحة وشعارًا للتوثب والتحفز( ). وعقب قيام ثورة يوليو 1952 وتغيير رمز الدولة من التاج إلى النسر رفع الأهلى التاج عن شعاره ، واقتصر على النسر .
ولأن النادى نشأ مصريا وطنيا ، وقع اختيار المؤسسين على اسم الأهلى ، وهو اسم فيه صبغة أسرية واجتماعية ، وصبغة وطنية ، وكان ذلك مقصودًا ، وتراه فى ترجمة المؤسسين لاسم النادى بالإنجليزية ، حيث جعلوه « ناشيونال » " National " أى الوطنى . فلم يحمل« الاسم المترجم » ،نفس الاسم العربى مثل الأندية التى كانت موجودة قبل الأهلى أو التى أتت بعد الأهلى . وقد فتح النادى أبوابه أمام المصريين منذ افتتاحه والواقع أنه كان مخصصا لأبناء البلد أصلاً. وكان الاشتراك السنوى لموظفى الحكومة ثلاثة جنيهات( ) يمكن دفعها على أقساط شهرية ، أما الاشتراك العادى لغير موظفى الحكومة ، فقد كانت قيمته خمسة جنيهات ، بينما حظى طلبة المدارس العليا وخريجوها بمعاملة خاصة ، فالنادى أصلاً أنشئ لهم ، ولجمع شملهم لقضاء أوقات الفراغ ، فكان اشتراك الطالب ستة قروش فى الشهر ، أما اشتراك الخريج فكان خمسة عشر قرشا . وقررت اللجنة العليا فى جلستها يوم 17 ديسمبر الإعلان عن افتتاح النادى بدءًا من الأول من يناير عام 1909 ، ووزعت استمارات الاشتراكات فى نادى طلبة المدارس العليا ، ومكتب عمر لطفى ، وصحيفتى اللواء والمؤيد . وهذه دلالة أخرى على ارتباط الأهلى بالطلبة فى مراحله الأولى وارتباطه بالحزب الوطنى ومصطفى كامل ، صديق عمر لطفى ومؤسسى صحيفتى اللواء والمؤيد .
بدأ النادى يقبل اشتراكات العضوية بعد الإعلان عنها فى عام 1909 ، وانضم إليه 80 عضوًا ، وكان عدد الأعضاء يتزايد ببطء شديد ، قياسًا بتعداد القاهرة فى ذلك الوقت ، وبفكرة إقبال المصريين على عضوية ناد رياضى ، مكانه بعيد عن قلب العاصمة ، ووصل عدد الأعضاء إلى 310 أعضاء عام 1930 ، ثم انخفض إلى 140 عضوًا فى العام التالى 1931 بسبب هدم كوبرى قصر النيل ، وسيلة الربط الوحيدة والسهلة بين ضفتى النهر ، بين الشرق والغرب .
وللنادى الأهلى أيضًا نشيد ألفه فكرى أباظة ولحنه محمود الشريف .. والنشيد يقول:قــوم يــا أهلـى شـوف ولادك والبنـودشوف كتايبك ، شوف جنودك ، والحشودشـوف ا^يــات النصــر فى كل الجهــودشــوف وسجــل بيـــن أمجــاد الخـلودأنـت دايمـا ، أنـت دايمـا ، أنت دايمـافى الأمــامكل نعمــة فــى رحــابـك عنــدنـادى مشـيئـــــة وإرادة ربنــــــــــامـن شيـــوخــك اكتسبنـــا مجــدنـاوبشبــابـك احتفظنـــــــا باسمـــــناأنـت دايمـا ، أنـت دايمـا ، أنت دايمـافى الأمــامالريــاضـة دى غـريــزة فـى طبعنـــامـن زمــان جـرتهـــا جـــرى فى دمنــاوالبطـــولـة منبتهــــــا فــى أرضنـــاأهـدينـاهـا للجميــــع مـــن عنـــدنـاأنـت دايمـا ، أنـت دايمـا ، أنت دايمـافى الأمــام
فى 8 يناير 1929 ، أصبح النادى الأهلى تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد . حيث تلقى رئيس النادى جعفر ولى باشا ، خطابا من سعيد ذو الفقار باشا كبير الأمناء ، يبلغه فيه بموافقة الملك على أن يضع النادى الأهلى تحت رعايته.
على مدى تاريخه الطويل استقرت مقولة أن الأهلى قلعة للوطنية فى أذهان الناس وجماهيره وأجياله . وقد ربط الجميع بين كون أن النادى تأسس للمصريين عام 1907 وبين وطنيته ، وبين رئاسة سعد زغلول للجمعية العمومية وبين الوطنية.
ويوم 17 يناير 1956 أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قبوله رئاسة شرف النادى الأهلى تقديرًا للدور الوطنى الذى لعبه فى مساندة الثورة وتدريب الفدائيين . وكان مجلس الإدارة برئاسة أحمد عبود باشا قد وافق على منح الرئاسة الشرفية للبكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر رئيس مجلس الوزراء ، وذلك فى جلسة 4 نوفمبر 1955.
وأيام حرب النكسة في يونيو 1967 توقف النشاط الرياضى فى كل الأندية المصرية ، وكانت مرارة الهزيمة ووقعها شديدين على شعب مصر ، الذى لم يعرف طعم اليأس ، وخاصة بعد معركة رأس العش التى كانت إعلانا من جنود مصر البواسل أن الحرب مستمرة ، وبدأ النادى يوم 5 أغسطس 1967 تدريب أعضائه عسكريًا.
وفى يوم 11 أكتوبر عام 1967 اتخذ مجلس إدارة الأهلى القرارات الآتية:ـ « فرض التدريب العسكرى على جميع الأعضاء الرياضيين بالنادى وضرورة تطـوعهم فى أعمال المقـاومة الشعبية التى تتولاهـا الجـهات المسـئولة فى البلاد ، وإن كل عضـو رياضى يتخـلف عن هذا الواجـب الوطنى يشطب اسمـه من عضوية النادى .
ـ وكذلك الا^نسات من حيث ضرورة تطوعهن فى أعمال التمريض وغيرها من الأعمال التى يمكن أن يقمن بها فى هذه المناسبة الوطنية وذلك بالنسبة للعضوات الرياضيات من سن 20 سنة إلى 40 سنة .
ـ جمع تبرعات باسم النادى من أعضاء النادى وجمهور المشجعين لصالح المجهود الحربى ، والاتصال بالجهات المسئولة لتنظيم هذه العملية »
ومارس الأهلى دوره الوطنى ، خلال حرب أكتوبر المجيدة ، بما يمكن أن يقدمه ، وعندما طلب من أعضاء النادى التبرع بالدم فى بداية المعركة ، تقدم ثمانية ا^لاف عضو فى 24 ساعة . وفى يوم 14 أكتوبر عام 1973 عقد مجلس إدارة الأهلى اجتماعًا ، وقرر ما يلى:
ـ إرسال برقية تأييد للرئيس محمد أنور السادات رئيس الجمهورية ، وبرقية أخرى لوزير الحربية .ـ جمع التبرعات من أعضاء النادى على اختلاف أنواعهم ومن المدربين والرياضيين والعمال والموظفين ، وحدد المجلس هذه التبرعات ، فكانت جنيها من العضو العامل أو المنتسب الذى فى حكمه ، ومن العضو الجامعى 50 قرشًا ، و 25 قرشًا من العضو الرياضى درجة أولى ، وجنيها من المدرب.ـ تشكيل لجنة للإشراف على التطوع للدفاع المدنى وعلى جميع مجالات المساهمة فى الدفاع وكل ما يتعلق بالمعركة .
صنعت كرة القدم شعبية الأهلى الجارفة على مدى تاريخه ، وكانت البداية فى العشرينات من القرن العشرين، ثم جاء أعظم أجيال النادى، وهى أجيال تكـونت من لاعبى الأربعينات والخمسينات ، والتى حققت إنجازًا غير مسبوق ، ولا ينتظر أن يتكرر ، بفوزها ببطـولة الدورى 9 مـرات على التوالى ، وكان الجيـل الثـالث ، هو «فريق التلامذة» صاحب الانتصارات الرائعة فى حقبة السبعينات، تحت قيادة المدرب العبقرى ناندور هيديكوتى .
التاريخ الحقيقى لكرة القدم فى مصر بدأ حين دخلت اللعبة الأهلى عام 1909 ، ثم حين تأسس الزمالك بعد ذلك بعامين . وكان طلبة المدارس العليا والابتدائية يمارسون الكرة فى الحوش الترابى بالأهلى ، وكانت تنظم به مباريات ودية داخلية بين الطلبة والأعضاء وبين منتخبى القاهرة والجيزة . وفى سنة 1911 كون النادى أول فريق كرة قدم فى تاريخه من طلبة المدارس والتى كانت عامرة بالمواهب فى ذلك الوقت ، وتكون هذا الفريق من : حسين فوزى ، إبراهيم عثمان ، محمد بكرى، سليمان فائق ، حسن محمد ، حسين حجازى ، أحمد فؤاد ، حسين منصور ، إبراهيم فهمى ، فؤاد درويش ، عبد الفتاح طاهر