الكابتن محمد أبو تريكة لاعب الأهلي ومنتخب مصر، القدوة والمثل الأعلي لكل لاعبي مصر ولكل أبناء مصر، لا يوجد أب في مصر أو الوطن العربي لا يتمنى أن يكون إبنه مثل أبو تريكة فنيا وأخلاقيا، بل ربما معظم الآباء يتمنون أن يكون أبناءهم ربع أبو تريكة فنيا وأخلاقيا.
أصبح أبو تريكة قدوة ومثل أعلى سلوكيا وأخلاقيا ومثالا للوفاء والإخلاص والانتماء سواء لمصر أو للأهلي، لاشك أنها مسؤولية كبيرة، لاشك أنه حمل كبير حمله أبو تريكة على عاتقه، عبء كبير ألقت به جماهير الأهلي وجماهير مصر وكل مشجعي كرة القدم في الوطن العربي، بل تعدى أبو تريكة جماهير كرة القدم وأصبح أمل كل الشعوب العربية، لقد حمل أبو تريكة نفسه أعباء كبيرة لا يقدر عليها سوى أبو تريكة خاصة بعد أن رفع شعار "تعاطفا مع غزة" في أكبر محفل رياضي أفريقي وثالث أكبر المحافل العالمية الرياضية، هذا الشعار الذي جمع الشعوب العربية، هذا الشعار الذي سقط على الصهاينة وكأنه قنبلة نووية أحرجت الصهاينة أمام العالم كله.
الآن أبو تريكة لم يعد مجرد لاعب يمتلك مهارات عالية، لم يعد مجرد لاعب يحصد البطولات في أوقات قاتلة، لم يعد مجرد لاعب يصنع السعادة للمصريين، ولكنه أصبح رمزا من رموز الرياضة العربية، أصبح أسطورة عربية مصرية أهلاوية، أسطورة انطلقت من قلب قلعة الجزيرة، من قلب النادي الأهلي نادي القيم والمبادئ والأخلاقيات، أصبح رمزا وأسطورة عربية مصرية جذورها في قلعة الجزيرة الأهلاوية، جذورها في قلعة الجزيرة وفروعها امتدت إلى أنحاء الوطن العربي، ولكنه في البداية والنهاية يبقى موطنه النادي الأهلي.
كانت البداية في نادي الترسانة، بداية ممارسته لكرة القدم، ولكن قلبه كان متعلقا بقلعة البطولات، قلعة الجزيرة الأهلاوية، وتحققت له أمنيته وانتقل لقلعة المبادئ حيث وجد المناخ الصالح والتربة المناسبة للتألق والإبداع وحصد البطولات، ارتفعت هامة أبو تريكة، وكلما ارتفعت هامته كلما ثبتت جذوره أكثر وأكثر في قلعة الجزيرة، حتى أنه رفض كل عروض الاحتراف الخارجي عربيا وأوربيا من أجل جماهير الأهلي التي تعلقت قلوبهم بهذا الإنسان صاحب القلب الكبير، قلب يسع العالم أجمع بتواضعه وإيمانه ونفسه السمحة، تعلقت قلوب الجماهير بقلب هذا الرمز فأصبح أميرا على قلوبهم، لا يشاركه في قلوبهم سوى حب الأهلي.
أمير القلوب ومعشوق البسطاء، الأسطورة، الرمز الأهلاوي المصري العربي المسلم، هو الآن في موقف صعب، موقف نشفق عليه، موقف يختار فيه بين تأمين مستقبله وبين ناديه الذي انطلق منه إلى العالمية وأيضا قلوب الجماهير التي تعلقت به، قلوب جماهير الأهلي التي تبني الآمال والأحلام على أقدام تلك الموهبة وهذا الرمز الذي أسر قلوبهم، أمير القلوب الآن جاءه عرض من نادي أهلي دبي، العرض مغري ماديا ومعنويا، ماديا لأن المبلغ كبير، ومعنويا لأنه سيشارك في بطولة العالم للأندية، ونحن جماهير الأهلي لن نقبل أن نقف عائقا أمام طموحات وأحلام أميرنا الغالي، لأننا نتمنى له الخير، ندعوا الله عز وجل أن يغدق عليه من عطاياه ونعمه التي لا تعد ولا تحصى، لكننا في نفس الوقت نتمسك برمزنا وأميرنا، نتمسك به لأن قلوبنا تعلقت به، لم يعد أبو تريكة ملكا لنفسه ولكنه أصبح ملكا لمحبيه ملكا لقلوب عشرات الملايين من الأهلاوية.
لذلك أقترح أن توافق لجنة الكرة بالأهلي على احتراف أبو تريكة لمدة سنة إلى أهلي دبي يشارك فيها اخوتنا في دبي كأس العالم ويحقق جزءً من طموحاته ثم يعود لبيته وأهله، أو على الأقل توافق اللجنة على احترافه الفترة الأولى من الموسم القادم حتى يشارك في بطولة كأس العالم للأندية.
لولا أن الأهلي يمر بمرحلة صعبة بعد احتراف فلافيو ورحيل جوزيه واعتزال النحاس، لولا أن الأهلي يمر بمرحلة تجديد الدماء بعناصر من الشباب وبعض العناصر التي توفرت لإدارة الأهلي لكنا طالبنا لجنة الكرة بالموافقة على احتراف أبو تريكة كيفما يريد، ولكن أبو تريكة ليس أي لاعب وليس أي شخص، أبو تريكة ليس فلافيو وليس الحضري وليس لاعبا عاديا، إنه رمز الحب والعطاء والوفاء، إنه أمير القلوب.
نتمنى لك الخير يا أمير قلوبنا، ولكننا نحتاج لجهودك ولقيادتك، نحتاج أن نحافظ عليك رمزا من رموز الأهلي، نحتاج أن تكون قدوة ومثلا أعلى للشباب وللناشئين، ونرجوا ونتمنى أن توافق لجنة الكرة على احتراف أبو تريكة ليشارك في بطولة العالم مع أهلي دبي ليكون أول لاعب في العالم يشارك في 4 بطولات كاس عالم.